الخميس، ١٣ أكتوبر ٢٠١١

الادراك

مفهوم الإدراك

--------------------------------------------------------------------------------

يشكل الإدراك ومحدداته أساسا هاما من الأسس التي يقوم عليها التعلم المعرفي، ويمثل الإدراك لب نظرية الجشتلط، وهو كما يراه الجشتلطيون "عملية تأويل وتفسير للمثيرات وإكسابها المعنى والدلالة" (فتحى الزيات, 1998ص329).
وهو العملية التي يصبح الأفراد من خلالها على وعي بالبيئة المحيطة بهم من خلال تنظيم وتفسير الدلالات والشواهد التي يحصلون عليها عن طريق الحواس (فتحي عبدالرحيم،1990 ص101).
فما يدرك ليس مجموعة من الإحساسات الحسية التي تفتقر إلى المعنى، فالحرف والكلمات وإشارات المرور وأصوات سيارات الإسعاف أو الشرطة أو النجدة، كل هذه المثيرات الحسية ليست رموزاً خالية من المعنى، فكل من هذه الإحساسات أو المثيرات لها معنى خاص، يدرك نشاط عقلي يقوم به العقل للربط بين هذه الإحساسات والمثيرات مكونا ما يمكن تسميته بجشتلط الإدراك (فتحى الزيات، 1998 ص330).
وترى إلس Ellis (1978) أن الإدراك يتألف من الاكتشاف، والتمييز، والتعرف، والحكم، فالإدراك عملية نفسية يعطي معنى للأشياء التي استقبلتها الحواس، وهو يتأثر بالخبرات السابقة وفي بعض الأحيان يعتمد عليها، وهو شعور ونشاط عقلي فعال
( في:عبدالهادي العجمي،2003،ص21)
ويعمل الإدراك على تنظيم وبناء وتفسير المثيرات السمعية والبصرية واللمسية 1980 Schiff 1980. ولما كان التعلم في المراحل المبكرة يعتمد على الأنشطة الإدراكية – الحركية فإن العجز في نمو وتطور الجانب الحركي، قد يسبب صعوبة في تعلم المهام التي تتطلب مهارات حركية دقيقة أو تناسق العين واليد وكذلك التوازن. وغالبا ما تستخدم مصطلحات الإدراك الحركي والحسي حركي لأن كثير من المهام تستدعي التوافق ما بين المدخلات الحسية ومخرجات الأنشطة الحركية. لذا يصعب التعامل مع أنشطة الإدراك أو الحركة بشكل منفصل ( زيدان السرطاوي وعبدالعزيز السرطاوي، 1988، ص163 ص165).

صعوبات الإدراك: Perceptual Disability
تحتل اضطرابات أو الصعوبات الإدراكية موقعاً مركزياً بين صعوبات التعلم النمائية بصفة عامة واضطرابات العمليات المعرفية بصفة خاصة، وترتبط اضطرابات الإدراك ارتباطا وثيقا باضطرابات الانتباه، بل تتوقف في معظمها عليها، إن تكن نتيجة لها ( فتحي الزيات، 1998 ص327).
وتعتبر الصعوبات الإدراكية من الصعوبات الأولية إلى جانب صعوبات الانتباه والذاكرة، وهذه الصعوبات تتعلق بالوظائف الدماغية، وبالعمليات العقلية التي يحتاجها الطفل في تحصيله الدراسي.
"ويشير كيرك وكالفنت (1984) إلى أن صعوبات التعلم النمائية، توجد في ثلاثة مجالات أساسية" هي:
1- النمو اللغوي.
2- النمو المعرفي.
3- نمو المهارات البصرية الحركية. (في:السيد عبدالحميد سليمان،2000 ص150).
وتعتبر صعوبات الإدراك إحدى صعوبات التعلم النمائية مثل الذاكرة والإنتباه والتفكير واللغة الشفهية، وتشمل صعوبات التعلم النمائية تلك المهارات السابقة التي يحتاجها الطفل بهدف التحصيل في الموضوعات الأكاديمية، وتغطي الصعوبات الخاصة بالإدراك مدى واسعا من العمليات البصرية والسمعية واللمسية، فحتى يتعلم الطفل الكتابة فلا بد أن يطور تمييزا بصريا وسمعيا، فحين تضطرب هذه المهارات تكون لديه صعوبة في تعلم الكتابة أو التهجئة أو إجراء العمليات الحسابية (فتحي الزيات، 1998 ص330).
كما يرى فتحي الزيات ( 1998، ص330) أن صعوبات الإدراك ترجع نتيجة عجز الطلاب الذين لديهم اضطرابات في عمليات الإدراك عن تفسير وتأمل المثيرات البيئية، والوصول إلى مدلولاتها والمعاني الملائمة لها، حيث أن النمو المعرفي عموما يعتمد بصورة أساسية على فاعلية وسلامة الوظائف الإدراكية، فإن الكشف عن اضطرابات الوظائف الإدراكية يعد أمرا هاما وحيويا لتشخيص وعلاج صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية، والتي تشيع لدى نسبة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها بين تلاميذ المدارس.

الإدراك البصري : Visual Pereeption
يعرف الإدراك البصري بأنه عملية تأويل وتفسير المثيرات البصرية وإعطائها المعاني والدلالات. وتحويل المثير البصري من صورته الخام إلى جشتلط الإدراك الذي يختلف في معناه ومحتواه عن العناصر الداخلة فيه (فتحي الزيات، 1998 ص340)
وتوجد العديد من المشكلات المتعلقة بالإدراك البصري، والتركيز في إطار مجال عدم القدرة على الإدراك على الرغم من أن الطفل لديه عينتان سليمتان وتحكم عضلي كاف، ومع ذلك يعاني من مشكلة في الإدراك. (Hallahan et al., 1985, P.31).
صعوبات الإدراك البصري: Perceptual Disability Visual
تحدث الصعوبات في الإدراك البصري عند الطفل حين تختلط عليه الأمور فلا يراها أو يميزها بشفافية بصرية واضحة، وإنما يكون كمن يلفه الضباب، وتحوطه الغيوم. فيلتبس الأمر عليه حين يقرأ، أو حين ينسخ الدرس أو يكتب رسالة.(محمد عدس، 2002، ص55).
هناك علاقة ارتباطيه دالة موجبة بين صعوبات الإدراك البصري والقدرة على القراءة وفهم اللغة، لأن الإدراك في أساسه ما هو إلا تأويل أو تفسير للمدركات الحسية سواء كانت بصرية أو سمعية ( السيد عبدالحميد، 2000 ص155).
ويلعب الإدراك البصري دوراً بالغ الأهمية في التعلم المدرسي، وبصفة خاصة في القراءة، والكتابة. ويجد الأطفال ذوي صعوبات التعلم، صعوبات ملموسة في المهام التي تتطلب تمييزاً بصرياً للحروف والكلمات (فتحي الزيات، 1998ص340).
ويعد التمييز بين الأحرف والكلمات من العمليات الأساسية في سبيل تعلم القراءة، فالأطفال الذين يستطيعون أن يميزوا الاختلافات بين الأحرف قبل دخول المدرسة يكونون أكثر استعداداً للقراءة عن غيرهم. (Lerner, 1997, P.333 – 334).
ويعاني أطفال صعوبات الإدراك البصري، من الصعوبات التالية:
1- صعوبات التمييز البصري : Visual discrimination
يشير التمييز البصري إلى القدرة على التمييز بين الأشكال، وإدراك أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بينهما. من حيث اللون والشكل والحجم والنمط والوضوح والعمق والكثافة. وهذه القدرة ضرورية لتعلم الطفل القراءة والكتابة والحساب.
2- صعوبات الإغلاق البصري: Visual Closure
يشير مفهوم الإغلاق البصري إلى القدرة على تعرف الصيغة الكلية لشيء ما من خلال صيغة جزئية له. أو معرفة الكل حيث يفقد جزء أو أكثر من هذا الكل. ومن أمثلة ذلك قدرة الفرد على قراءة سطور بعض النصوص القرآنية عند تغطية النصف الأعلى المطبوع من هذه السطور والكشف عن النصف الأدنى منها ( فتحي الزيات، 1998 ص342).
وهو مكون إدراكي يشير إلى قدرة الطفل على أن يتعرف الأشياء الناقصة باعتبارها كاملة، ومن ثم فإن مهمة الإغلاق البصري يجب أن تتضمن قدرة الطفل على تحديد ماهية الأشكال حتى ولو كانت ناقصة (Learner: 1997:334).
3- صعوبات الذاكرة البصرية: Visual Momorey
وهي عدم قدرة الفرد على استذكار الصور والحروف والأرقام والرموز، وإمكانية توفر دلالات مميزة للمثير. والفرد الطبيعي يجب أن يكون قادرا على استرجاع بعض الصور البصرية عندما تكون هناك حاجة لذلك.
4- صعوبات تمييز الشكل والأرضية : Visual Figure – Ground
يقصد بها القدرة على فصل أو تمييز الشيء أو الشكل من الأرضية أو الخلفية المحيطة به. وأطفال هذه الصعوبات لا يستطيعون التركيز على فقرة السؤال أو الشكل أو الشيء مستقلا عن الخلفية البصرية المحيطة به (فتحي الزيات، 1998 ص 341, 342).
ويظهر الطفل الذي يعاني من مشكلات في تحديد الشكل والخلفية واحدا أو أكثر من أنماط السلوك الآتية: لا يستطيع الطفل أن يستخلص الشكل من الخلفية التي يعتبر جزءا منها، كما يبدو عليه عدم الانتباه للأعمال البصرية (زيدان السرطاوي، كمال سيسالم، 1988، ص41).
4- مشكلات إدراك العلاقات المكانية: Visual Spatial Relationship
وهي قدرة الفرد على إدراك وضع الأشياء في ضوء توجهها في المكان الموجود في البيئة (Gearheart, 1981)..
والطفل الذي لديه مشكلة في هذا المجال يكون غير قادر على إدراك وضع الأشياء بالنسبة للمثيرات ألأخرى. على سبيل المثال يكون الطفل قادر على وضع الحرف (خ) في جملة الحروف الهجائية أو العدد (9) في ترتيب الأرقام أو النظر إلى كل كلمة في الجملة كوحدة منفصلة (في أمينة كمال، 1992 ص35)
يتعلق هذا الجانب بالقدرة على إدراك المظاهر المكانية للأشياء في الفراغ، ويقول (فورجاس) أنه ربما يصعب الاقتناع بقدرة الشخص على تحقيق نوع ملائم من التوافق مع العالم المحيط به، إذا كان هذا الشخص لا يستجيب إلى المظاهر المكانية (فتحى عبدالرحيم، 1990 ص103).




صعوبات الإدراك الحركي

تمثل صعوبات الإدراك الحركي أكثر أنماط الصعوبات تأثيرا على إدراك الطفل لذاته من خلال الأحكام التقويمية التي يصدرها على مهاراته الحركية، وتعتمد أنشطة النمو الادراكي الحركي على القدرة على تحريك أجزاء مختلفة من الجسم، والغرض من هذه الأنشطة تحقيق النمو الادراكي الحركي السوي أو الطبيعي، بحيث يكون نمو أعضاء الجسم متسقاً وناعماً وفعالاً، وعلى درجة ملائمة من الكفاءة الذاتية إلى جانب زيادة قدرة الطفل على الحس بالتوجهات المكانية، ومن أهم أنشطة تدعيم النمو الادراكي

الحركي مجموعات من الأنشطة:

• أنشطة المشي

• أنشطة الركل والمسك

• الأنشطة الحركية الدقيقة

فالأنشطة الحركية الدقيقة تكمن أهميتها في تنمية العضلات الدقيقة، نظرا لحاجة الطفل إلى هذه العضلات في كل ما يدخل بعملية التعليم المنظم وكل ما من شأنه الإعداد والتدريب المهني، كالرسم والكتابة والحرف اليدوية على أنواعها ولغة الإشارة والإيماء، واستعمال الأشياء على أنواعها البسيطة منها والمعقدة .

فالحركات الدقيقة هي التي تمكن الطفل من إمساك الهاتف ، فتح الأبواب ، والشبابيك واستعمال كافة المفاتيح والقيام بأعمال يدوية واستعمال الأدوات الموسيقية والأعمال اليومية كالمسح والتنظيف والغسيل وربما الكي وتقطيع وتصنيف الخضار والفواكه

ومن أهم الأنشطة التي تركز على تنمية العضلات الدقيقة لليد:

• انشطة الخرز

• انشطة الرمل

• انشطة الالتقاط

• انشطة الصلصال

• انشطة القص

• انشطة القص واللصق

• انشطة التلوين

• انشطة الرسم

• انشطة الكتابة

ومن الممكن القيام بمجموعة من أنشطة التهيئة، لتنمية العضلات الدقيقة قبل البدء بالنشاط أو الهدف الفعلي المرسوم للطفل

مثل:

أنشطة تمزيق الورق حيث تعطى الطفل / ة ورق ويطلب بتمزيقه ويجب التدرج في نوعية الورق حيث نبدأ بالورق العادي وننتهي بورق مقوي

استخدام قطعه إسفنجية توضع داخل الماء ويطلب من ب الطفل / ة عصرها

الطلب من الطفل / ة بإدخال الخيط الموجود في حذاء الرياضة في الثقوب المخصصة له وبعد ذلك تربط الخيط

الطلب من الطفل / ة بربط أزرار ملابسها (في البيت)

إعطاء الطفل / ة كرات مطاطية ويطلب الضغط على تلك الكرات بألاصابع

التصفيق يطلب من الطفل / ة أن تصفق

أمثلة عملية:

مثال من الانشطة (القص واللصق)

النشاط العلاجي:

هو الذي تقدمه المعلمة للطفل / ة كخطوة علاجية أولية للصعوبة التي تعاني منها .

اسم النشاط: اجمع أرقامي

الغرض من النشاط: تنمية القوة العضلية الطفل / ة

الهدف السلوكي: ان تتمكن الطفل / ة من جمع الأجزاء المكونة للرقم ومن ثم قصها ولصقها لتكون الرقم

الأدوات المستخدمة: مقص , مادة لاصقة (كالصمغ), البطاقات التي بها أجزاء ناقصة للأرقام ,علبة ألوان

التعليمات:

تقوم المدربة بشرح فكرة العمل على الطفل / ة

بعد ذلك تعطي الطفل / ة الأوراق التي بها أجزاء الأرقام وتطلب منها تلوين الأرقام

ومن ثم تطلب ان تق الطفل / ة بقص أجزاء الأرقام ومطابقة كل قطعتين لتكون رقم

وبعد الانتهاء من ذلك تطلب الطفل / ة ان تقوم بلصق القطع المكونة للرقم في ورقة أخرى

النشاط التقويمي:

الغرض منه تقويم أداء الطفل / ة

اسم النشاط: اصنع ثعبان

الغرض من النشاط: تنمية عضلات اليد الدقيقة

الهدف السلوكي: ان تصنع الطفل / ة ثعباناً ورقياً

الأدوات المستخدمة: مقص , مادة لاصقة (كالصمغ) , ألوان

التعليمات:

تقوم المدرب بشرح فكرة العمل الطفل / ة

بعد ذلك تطلب من الطفل / ة تلوين شكلي الثعبانين

ومن ثم تطلب الطفل / ة ان تقوم بقص شكلي الثعبان

بعد انتهاء من القص تطلب منها ان تقوم بمطابقة شكلي الثعبانين على بعض ومن ثم لصقتهما

SHAPE \* MERGEFORMAT

النشاط الاثرائي:

الغرض منه إثراء الطفل / ة وزيادة تعزيز التعلم.

اسم النشاط: النشاط البيتي:

يعطى الطفل / ة لكي تقوم باداءه في المنزل تحت إشراف الوالدين

صوري

الغرض من النشاط: تنمية القوة العضلية لليد

الهدف السلوكي: تمكن الطفل / ة من قص الزى ولصقة على الصورة المقابلة له

الأدوات المستخدمة: مقص , مادة لاصقة(كالصمغ) , أوراق , صور

التعليمات:

تقوم المعلمة بعرض الرسومات على الطفل / ة

بعد ذلك تطلب من الطفل / ة ان تقوم بقص الزي الذي إمامها

ومن ثم لصقة على الصورة التي إمامها

النشاط البيتي:

يعطى الطفل / ة لكي تقوم باداءه في المنزل تحت إشراف الوالدين

اسم النشاط: اصنع حديقتي

الغرض من النشاط: تنمية القوة العضلية لليد

الهدف السلوكي: تمكن الطفل / ة من تصميم حديقة

الأدوات المستخدمة: مادة لاصقة(صمغ) , مقص , دفتر , صور لمكونات الحديقة , كراسي , سور , ألعاب , أشجار

التعليمات:

تقوم المدرسة بسؤال الطفل / ة عن الحديقة ومكوناتها

بعد ذلك تعطي الطفل / ة صور لمكونات الحديقة

ثم تطلب الطفل / ة ان تقوم بقص الصور ولصقها في الحديقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق