الأربعاء، ١٩ أكتوبر ٢٠١١

علاج اضطرابات الذاكرة عند ذوي صعوبات التعلم



  1. د.سمر طلعت في السبت أبريل 25, 2009 8:40 pm

    .حقائق تربوية تتعلق بذاكرة ذوي صعوبات التعلم :
    -1- الفروق بين العاديين وذوي صعوبات التعلم في المكونات البنائية بسيطة جدا لا تذكر لذا لا يمكن إرجاع الفرق في كفاءة الذاكرة عند العاديين إلى فروق في المكونات البنائية ، لذا اتجهت الدراسات و البحوث إلى التركيز على استراتيجيات أو نظم التجهيز و المعالجة لذوي صعوبات التعلم
    2- - كفاءة استرجاع المعلومات من المخزن الحاسي يعد عاملا رئيسيا في اضطرابات الذاكرة بالنسبة لذوي صعوبات التعلم
    3- - توجد فروق دالة بين ذوي صعوبات التعلم و أقرانهم العاديين في كم التسميع كما قيس برصد حركة الشفاه أثناء على مهام تذكرية لصالح العاديين
    4- - توجد فروق دالة بين ذوي صعوبات التعلم و أقرانهم العاديين في كيف أو نوع التسميع من خلال رصد الاستراتيجيات المستخدمة لصالح العاديين
    5- - يمكن استخدام العديد من الحوافز أو البواعث لزيادة كم التسميع لدى ذوي صعوبات التعلم و من ثم زيادة القابلية للحفظ أو الاحتفاظ و بالتالي الاسترجاع
    6- - توجد فروق دالة بين ذوي صعوبات التعلم و أقرانهم العاديين في إدراك التفاصيل و الاحتفاظ بها أو حفظها لصالح العاديين بينما كانت الفروق بين المجموعتين في التصنيفات الرئيسة غير دالة
    7- - وجود فروق فردية دالة بين ذوي صعوبات التعلم و أقرانهم العاديين في استراتيجيات التجهيز و المعالجة
    8- - توجد فروق دالة بين ذوي صعوبات التعلم و أقرانهم العاديين في مدة الاحتفاظ بالمعلومات حيث كان معدل انحدار الاحتفاظ بالمعلومات مع تزايد الفترات الزمنية أكبر لدى ذوي صعوبات التعلم منه لدى العاديين بفروق جوهري دالة

    9- - ضعف كفاءة كل من الذاكرة العاملة و الذاكرة قصيرة المدى لدى ذوي صعوبات التعلم
    10 - يبدو أن ضعف فاعلية الذاكرة العاملة مرتبطا ارتباطا وثيقا بفاعلية الذاكرة طويلة المدى من حيث خصائصها الكمية و الكيفية أي المحتوى المعرفي بما تشمله وما ينطوي عليه من ترابطات و تكاملات و تمايزات
    11- - تعمل الذاكرة العاملة في التمثيلات المعرفية النشطة للذاكرة طويلة المدى ومن ثم فإن أي ضعف أو اضطراب يعتري الذاكرة طويلة المدى من حيث الكم أو من حيث الكيف يترك بصماته واضحة على فاعلية الذاكرة العاملة
    - 12- العلاقة بين الذاكرة العاملة و كل من الذاكرة القصيرة المدى و الذاكرة طويلة المدى هي علاقة تأثير و تأثر و مع أن هذه المكونات في معظم نماذج الذاكرة هي مكونان متمايزة إلى حد كبير إلا أن نشاط وفاعلية نظام تجهيز ومعالجة المعلومات يتوقف على انسياب تفق المعلومات بين وحداته المكونة له 0 و على ذلك فاضطراب عمليات التجهيز و المعالجة هي انعكاس لاضطراب أي من وحدات نظام التجهيز و المعالجة من هذه الوحدات الذاكرة العاملة
    13- - تؤثر اضطرابات كل من عمليات الانتباه و الإدراك على اضطرابات الذاكر باعتبار أن فاعلية عمليات الذاكر ة تتوقف أيضا على فاعلية عمليات كل من الانتباه و الإدراك
    - 14- التحصيل الأكاديمي لدى ذوي صعوبات التعلم من الأطفال و البالغين يتأثر بمستوى كفاء ة أو فاعلية الذاكرة العاملة لديهم من ناحية و من ناحية أخرى بسبب أنهم – أي ذوي صعوبات التعلم لديهم مشكلات في التكامل اللفظي القائم على المعنى الذي ينتظم معم مجالات التحصيل الأكاديمي و التي يمكن اعتبارها سببا نتيجة لاضطراب الذاكرة العاملة
    15- - يمكن التميز بين الذاكرة العاملة و الذاكرة القصيرة المدى اعتمادا على تباين مهام كل منهما ، فبينما تحمل الذاكرة العاملة المعلومات لفترة قصيرة من الزمن حتى يتم تجهيز معلومات إضافية أخرى مرتبطة أو متكاملة معها فإن الذاكرة العاملة تحمل المعلومات للمعالجة الفورية أو التخزين في الذاكرة طويلة المدى و لذا تقاس الذاكرة العاملة من خلال أسئلة للفهم حول المواد المراد تذكرها بينما تقاس الذاكرة قصيرة المدى من خلال عدد ودقة الوحدات المسترجعة

    التدخل العلاجي لاضطرابات عمليات الذاكرة:
    البؤرة الرئيسة لمشكلات ذوي صعوبات التعلم تتمثل في محدودية سعة الذاكرة قصيرة المدى و التي تشكل عقبة صلبة تقف خلف معظم اضطرابات العمليات المعرفة لديهم ، و من ثم فالأفراد الذين لديهم اضطرابات في قدرات الذاكرة أو عملياتها مثل ذوي صعوبات التعلم يكون من المتوقع بالنسبة لهم أن يجدوا صعوبات في عدد من الأنشطة الأكاديمية و المعرفية على اختلاف أنواعها ، و من هنا فإن معرفة و تشخيص و علاج اضطرابات الذاكرة لدى ذوي صعوبات التعلم يمثل أهدافا تربوية هامة تسعى إلى تحقيقها كافة الأنظمة التربوية
    هذه الاضطرابات تتناول الاستراتيجيات و عمليات تجهيز و معالجة المعلومات أو عمليات الضبط أو التحكم أثر مما تتناول طبيعة المكون
    و هناك مجموعة من الافتراضات تقوم عليها استراتيجيات وبرامج التدخل العلاجي منها :-
    1- - قدرة ذوي صعوبات التعلم من الأطفال و الكبار على تقويم أو تقدير المعلومات و من ثم تجهيزها و تهيئتها وفقا لمتطلبات الموقف أو المهمة و هذه القدرة يعتريها الضعف و القصور و عدم الكفاءة
    2- - إن هذه الضعف و القصور الذي يعتري قدرات ذوي صعوبات التعلم هو سبب و نتيجة في ذات الوقت هو سبب يرجع إلى مكونات التجهيز و محتواه الكمي و الكيفي ممثلة في البنية المعرفية و الذاكرة طويلة المدى و معدل التمثيل المعرفي للمعلومات و نتيجة لضعف أو قصور الاستراتيجيات التي يستخدمها هؤلاء الأطفال في تجهيز و معالجة المعلومات
    3- - إزاء صعوبة التدخل العلاجي الذي يتناول المكونات يصبح التركيز للتدخل العلاجي الذي يتناول الاستراتيجيات و البرامج مطلبا تفرضه طبيعة اضطرابات عمليات الذاكرة لدى ذوي صعوبات التعلم و حيث أنه يمكن اكتساب الكثير من أنماط الاستراتيجيات الفعالة من خلال عمليات التدريس فإن عبء تعليم و إكساب ذوي صعوبات التعلم مثل هذه الاستراتيجيات يقع بالدرجة الأولى على البرامج المدرسية من حيث التصميم و المحتوى من ناحية و على القائمين بالتدريس لهذه الفئة من ناحية أخرى
    -4-يجب عند تصميم برامج و أنشطة التدخل العلاجي لاضطرابات عمليات الذاكرة النظر إلى علاقات التأثير و التأثر التي تعكسها مختلف مكونات عمليات الذاكرة و أن الكفاءة الكلية لنشاط و فعالية الذاكرة تتطلب أن يكون التدخل العلاجي لهذه الاضطرابات شاملة و آخذة في الاعتبار تكامل أنشطة مكونات عمليات الذاكرة

    المحاور الرئيسة للتدخل العلاجي :
    1- التغيير الإيجابي للخصائص الكمية و الكيفية للبناء المعرفي لديهم 0
    2- التغيير الإيجابي لمحتوى الذاكرة طويلة المدى و تعميقه بإحداث ترابطات جديدة و تدعيم الترابطات القائمة بين شبكات ترابطات المعاني لمختلف المجالات الأكاديمية
    3- دعم ممارسة الاستراتيجيات الناجحة الفعالة من خلال تعزيز النتائج الإيجابية للمارسة حيث يفتقر ذوو صعوبات التعلم إلى الشعور بالإنجاز



    التدخل العلاجي لاضطرابات عمليات الذاكرة :
    تتفق معظم الدراسات و البحوث التي أجريت على اضطرابات الذاكرة لدى ذوي صعوبات التعلم على أن هذه الاضطرابات تتناول الاستراتيجيات و عمليات تجهيز و معالجة المعلومات أو عمليات الضبط أو التحكم أكثر مما تتناول طبيعة مكونات التجهيز لديهم مع أن هناك بعض الدراسات التي أشارت إلى اختلاف خصائص مكونات التجهيز لدى ذوي صعوبات التعلم عنها لدى أقرانهم العاديين و من ثم فإن أية محاولات للتدخل العلاجي لاضطرا بات عمليات الذاكرة لدى ذوي صعوبات التعلم ، يجب أن تركز على كل من الاستراتيجيات و عمليات التجهيز و المعالجة أو عمليات الضبط و التحكم إضافة إلى محاولة تحسين خصائص المكونات ذاتها من السعة و الفاعلية

    نحن نرى أن استراتيجيات و برامج التدخل العلاجي لاضطرابات الذاكرة يجب أن تقوم على الافتراضات أو المحددات التالية :-
    1- لدى ذوي صعوبات التعلم من الأطفال و الكبار على تقويم أو تقدير المعلومات و من تجهيزها و معالجتها و تهيئتها وفقا لمتطلبات الموقف أو المهمة و هذه القدرة يعتريها الضعف أو القصور أو عدم الكفاءة أو عدم الفعالية
    2- إن هذا القصور لدى ذوي صعوبات التعلم سبب ونتيجة في نفس الوقت فهو يرجع إلى مكونات التجهيز و محتواها الكمي و الكيفي في البنية المعرفية و الذاكرة طويلة المدى و معدل التمثيل المعرفي للمعلومات و نتيجة لضعف أو قصور الاستراتيجيات التي يستخدمها هؤلاء الأطفال في تجهيز المعلومات
    الاستراتيجيات العلاجية لاضطرابات الذاكر
    ة:
    • استراتيجيات االتسميع :
    و فيها يطلب من الطلاب تسميع المثير أو المادة المتعلمة لفظيا و كتابة أو بحا أو دراسة أو تكرارها بأي طريقة أخرى و قد يطلب من الأطفال تسميع الفقرات مرة واحدة أو عدد معين أو غير معين من المرات

    استراتيجيات الإتقان أو إدراك التفاصيل:
    و فيها يطلب من الطلاب استخدام عناصر المثير أو المادة موضوع التعلم و تحديد معناها الأساسي ثم وضعها في جملة و القياس عليها و عكسها و المشابهة لها في المعنى مع اختلاف في التركيب و المختلفة معها في المعنى ) بمعنى تعميق دراستها للوصول لدرجة إتقان و من ثم ضمن عدم نسيانها .(

    استراتيجيات التوجه ( التهيؤ و الانتباه):
    تقوم هذه الاستراتيجيات على توجيه انتباه الطالب إلى الهمة أو المشكلة أو الموقف مثل إثارة اهتمام الطالب أو انتباهه أو حفزه أو تنشيط دافعيته خلال عمليات التدريس بكلمات مثل :- انتبه ركز معي – هل يمكنك إعادة ما قلته



    استراتيجيات استخدام معينات الانتباه:
    هذه الاستراتيجيات تماثل استراتيجيا الانتباه و الفروق هنا تتمثل في أن يطلب من الطالب استخدام الأشياء و الموضوعات أو اللغة أو ربط المادة موضوع التعلم بشيء يخصه يظل موصول الانتباه –أو التوجه للمهمة موضوع المعالجة

    استراتيجيات النقل –أو التحويل:
    تستخدم استراتيجيات النقل أو التحويل بمعرفة المدرسين بهدف تحويل المشكلات أو المواقف الصعبة أو غير المألوفة إلى مشكلات مألوفة أو بسيطة و التي يمكن تذكرها أو حلها بسهولة مع استخدام الأسس المنطقية و لقياس و القواعد التي تحكم العلاقات بين عناصر تلك المشكلات

    استراتيجيات تصنيف المعلومات: -
    يمكن للمدرسين توجيه الطلاب إلى استخدام تصنيف المعلومات وفقا لمحاور تصنيفية معينة كالمعنى المشترك أو الخصائص المشتركة ( شكلية – تركيبية – مكانية – زمانية 000)

    استراتيجيات التخيل :
    تقوم هذه الاستراتيجيات على إثارة خيال الطلاب لمحتوى المادة موضوع التعلم و العلاقات الكامنة في هذا المحتوى و استخدام صور تخيلية لها مثل إيقاع بعض الكلمات ، سيمفونية عزف خطوات حل المشكلات ، بزوغ أو انبثاق الأفكار



    استراتيجيات استخدام معينات لحل المشكلات و تنشيط الذاكرة :
    تقوم هذه الاستراتيجيات على استخدام معينات لحل المشكلات و تنشيط الذاكرة مثل :-
    1- حث الأطفال على استخدام المكعبات - أو عدادات الحذف و الإضافة لعمليات الجمع و الطرح بشكل محسوس يساعد الأطفال على تصور بعض العمليات المجردة و تحويلها إلى محسوسات

    • استراتيجيات استخدام المعينات العامة :
    تقوم هذه الاستراتيجيات على تشجيع الدرسين للتلاميذ لاستخدام ما يمكن أن يطلق عليه المعينات العامة كالأطالس و القواميس و شرائط الفيديو و زيارات المتاحف و المصانع و المؤسسات و المواقع الميدانية المرتبطة بالمادة موضوع التعلم

    استراتيجيات استخدام ما وراء الذاكرة:
    تقوم هذه الاستراتيجيات على قيام المدرين بتعريف التلاميذ أن اتخاذ إجراءات معينة يمكن أن تكون أكثر فائدة من غيرها في تعلم المادة و دراستها مثل :- إعطاء تلميحات عن العوامل التي تساعد على الحفظ و التذكر و حدود عمل الذاكرة أو تفسيرات لكفاءة أو فعاليات تنشيط الذاكرة ، و الأسباب التي تؤدي إلى رفع مستوى الأداء و الاحتفاظ بالمعلومات و استخدام المعلومات أو توظيفها بصور منتجة و فعالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق